المانع الأدبي أثناء قيام الزوجية في القانون السوري
إن المانع الأدبي يظير جليا في العلاقة الزوجية نظراً لما تنشئ هذه العلاقة من وضع يستحيل معه على أحد الزوجين مطالبة الآخر بدليل كتابي.
لأن اشتراك الزوجين في العيش تحت سقف واحد في السراء والضراء يجعل من الصعوبة بمكان مطالبة أحدها بإثبات معاملته المادية مع الطرف الأخر بدليل خطي.
إضافة إلى أن العلاقة تقوم في جوهرها على المحبة والثقة المتبادلة بين الزوجين والتي تحول بطبيعتها دون مطالبة أحدها الآخر بتحرير سند كتابي.
( أنس كيلاني ،ً موسوعة الإثبات في القضايا المدنيةٌ والتجاريةٌ والشرعيه، ج 2 , 1979 , ص 191 )
وقد أورد المشرع في المادة / 57 / من قانون البينات العلاقة الزوجية على رأس الأمثلة التي ذكرها في سياق الموانع الأدبية.
وبالتالي فإنه يكفي لأحد الأطراف في الدعوى أن يثبت وجود علاقة الزوجية، فتقوم بذلك قرينة على وجود المانع الأدبي الذي يتيح الإثبات بالبينة الشخصية. ويستطيع الطرف الآخر أن ينفي وجود المانع الأدبي بأحد الأسباب التي تؤدي إلى زواله، وسنبحث ذلك عند محله.
ويشترط لاعتبار القرابة الزوجية مانعاً أدبياً يتيح الإثبات بالشهادة أن تكون الزوجية سابقة للتصرف المراد إثباته بالشهادة،.
فإذا كان التصرف سابقاً لقيام الزوجية فلا يمكن إثباته بالشهادة إلا إذا وجد مانع أدبي أخر كعلاقة الخطوبة.
إلا أنه يمكن إثباث الوفاء بالالتزام أو الإبراء منه بالشهادة إذا وقع ذلك بعد قيام الزوجية.
( محمد فهر شقفة، الإثبات بالبينٌة الشخصيةٌ، ط 4، دمشق، مؤسسة النوري، 2001 ، ص 100 )
وفي التطبيق القضائي أشارت محكمة النقض السورية في العديد من قراراتها إلى العلاقة الزوجية كمانع أدبي يتيح الإثبات بشيادة الشهود حيث جاء في أحد قراراتها :
( إن المانع الأدبي بين الزوجين يتيح الإثبات بالبينة الشخصية)
نقض سوري، الغرفة المدنية الثالثة، قرار 1112 ، أساس 1552 ، تار خٌ 20/7/1997 , مشار اليه في كتاب محمد أديب الحسيني . مرجع سابق ص 686 .
《المحامي باسل ألفا》